12‏/09‏/2010

عفوا .. ولكنني لا أحب ميسي !!




كتب: أحمد سعيد - موقع فى الجول
أعرف أن أغلبكم الآن يتهمونني إما بالجنون أو بالافتقار للذوق الكروي الرفيع، ولكنني أضع بين يديكم اعترافا يصعب على كثيرين تقديمه:


 نعم .. أنا لا أحب ميسي!

 
ولا يتعلق الأمر فقط بأربعة أهداف مذلة سجلها النجم الأرجنتيني في مرمى أرسنال، الذي أشجعه منذ سنوات، ولكنه يتعلق بفكرتي عن كرة القدم كما أعرفها وأحبها.

 

فمع وجود مهارات مثل التي يمتلكها ميسي في الملعب، تختفي كل القوانين المتعارف عليها. فلا يوجد تكتيك أو تعليمات، دفاع أو هجوم، بل قد لا يكون هناك وجود لقوانين الجاذبية الأرضية أيضا!

 
فما حدث في لقاء برشلونة وأرسنال يماثل أن تفتح لعبة "بلاي ستيشن" الخاصة بك، ثم تختار اللعب على أسهل مستوى تتيحه اللعبة، قبل أن تخوض أي مباراة أو بطولة تريدها.

 
حينئذ لا يهم من هو فريقك أو من هو فريق الخصم لأن اللعبة أساسا مصممة كي تكون في صالحك، وهو ليس خطأ ميسي بالطبع، ولا جوسيب جوارديولا الذي وجد لديه صاروخا نوويا يستخدمه في كل حروبه سواء أمام خصوم يمتلكون أسلحة تطلق بارودا أو مسدسات محشوة بالماء.

 
وهنا تفقد المباراة معناها، فأنت تجلس في منزلك وتعلم تماما أن الاستحكامات الدفاعية، أو الهجمات المرتدة، أو التسديد البعيد أو ما شابه سيأتي عليه لحظة وينهار تماما أمام هبة ربانية ليس لها مثيل.

 
وبالحديث عن المهارات الربانية، أشعر بالشفقة ليس فقط على المدربين أو فرقهم أو نظرية اللعب الجماعي، ولكن حتى على اللاعبين الكبار الذين وصلوا إلى مستوى عالمي مبهر بسبب اجتهادهم في التدريبات ومحاولة تطوير مستواهم.

 
حينئذ لا يهم من هو فريقك أو من هو الخصم لأن اللعبة مصممة كي تكون في صالحك، وهو ليس خطأ ميسي بالطبع، ولا جوسيب جوارديولا الذي وجد لديه صاروخا نوويا يستخدمه في حروبه أمام خصوم يمتلكون أسلحة تطلق بارود أو مسدسات محشوة بالماءفلاعب مثل ميسي يمتلك المهارة في جيناته، عانى وهو صغير من مرض في العظام استلزم علاج سنوات كي يصبح صاحب جسد رياضي يتحمل مطلبات الكرة الأوروبية، ولكنه في النهاية "مولود حريف" وهو ما لم يتوفر للاعب مثل تييري هنري الذي اعتقد مدربو الناشئين في أكاديمية كليرفونتان الفرنسية أنه لا يصلح للعب كمهاجم قبل أن يقنع الجميع بالكد والاجتهاد والتطور.

 
ليس هنري وحده، ولكن هناك ستيفن جيرارد، سيسك فابريجاس، فرانشيسكو توتي، واين روني، وأخرين ممن لا يجرؤ أحد على مقارنتهم بميسي على الرغم من المجهودات الجبارة التي يبذلونها، والوعي الخططي والتكتيكي الكبير الذي يتمتعون به، وتأثيرهم على نتائج فرقهم وبطولاتها، وعلى منتخبات بلادهم أيضا.

 
وأؤكد من جديد أن ميسي ليس ذنبه أنه ولد بمهارات استثنائية، وكأنه سوبرمان القادم من كوكب "كريبتونايت" وبالطبع مستحيل عليه ألا يستخدمها حين يواجه منافسين طبيعيين من أبناء كوكب الأرض أوقعهم حظهم العاثر في طريقه نحو أهداف كروية لا نهائية.

 
وعلى الرغم من أنني لا أحب ميسي، فإنني لا أكرهه أيضا. فهو لاعب متواضع، يرجع الفضل في كل الانتصارات إلى الفريق وزملائه ومدربه، حتى وإن كانت تصريحاته تحمل قدرا كبيرا من الديبلوماسية.

 
فالجميع رأى ما حدث أمام أرسنال في لقاء كانت صعوبته ستتضاعف على أبناء جوارديولا في حال غياب ساحره الأرجنتيني، حتى وإن وضعت مكانه أي لاعب آخر تريده. وبسبب تواضعه الشديد وأدبه الجم واحترامه للمنافس، فإنني أكتفي بعدم الحب تجاه ميسي، وهو شعور يتحول إلى امتعاض كبير من كريستيانو رونالدو، الذي لا يمتلك نصف مهارة ميسي أو عُشر أدبه وأخلاقياته.

 
ملاحظة:
أعلم تماما أن حبي أو كرهي لميسي أو رونالدو لا يمثلان شيئا لهما أو لعشاقهما، لذا لزم التنويه!

هناك تعليق واحد: