14‏/09‏/2010

فيدرر ونادال

بقلم: محمد الأمير-موقع فى الجول

حفر السويسرى (Roger Federer) و الأسبانى (Rafael Nadal) إسميهما كأكثر الثنائيات تميزاً في تاريخ التنس ليس لقوة كل منهما التي تضعه مع مصاف أساطير ضاربي الكرة مع أسبقية السويسري بالطبع  , و لكن لأن كليهما يعلو الآخر كلٌ بطريقته.
ف Federer متوج على عرش التنس كأكثر اللاعبين فوزاً بالبطولات الأربع الكبرى
 (Grand Slam) وصاحب الكثير من الأرقام القياسية ورغم ذلك يأتي Nadal ليتفوق عليه في المواجهات المباشرة.
في اللقاء الأول بين اللاعبين في مارس 2004 صعق Nadal ابن الـ17 عاما
 (المصنف 34 حينها) عالم التنس بعدما هزم Federer ( المصنف الأول) والفائز ببطولتين من البطولات الكبرى في الدور الثالث لبطولة ميامي الأمريكية ، وحافظ Nadal من حينها على تفوقه في المواجهات المباشرة بفوزه بـ13 مباراة من أصل 20 جمعته ب Federer .
ولكن إذا جمعنا مواجهات اللاعبين سنجد أنها تمثل شوطاً خالداً في تاريخ التنس تبادلا فيه الصدارة 
عندما اجتمع Federer وNadal للمرة الأولى في بطولة كبرى، كان السويسري على أعتاب تسجيل رقم قياسي في سجله بالفوز بالبطولات الأربع في موسم واحد، لكن مشكلته في 2005 أن Nadal حال بينه وبين هذا الرقم في فرنسا المفتوحة
(Roland Garros).
وأطاح الإسباني المصنف خامسا حينها ب Federer المصنف الأول من نصف نهائي البطولة المقامة على الأرض الترابية التي يسيطر عليها الماتادور، وبعيدا عن بعضهما البعض دأب اللاعبان على حصد البطولات التي يشاركون فيها.
في 2006 واجه اللاعبان بعضهما في ست مباريات فاز خلالها Nadal في أربعة ولكن في ذلك العام حقق Federer ثلاث بطولات كبرى بعيدا عن (Roland Garros ) التي سيطر عليها Nadal ، كما فاز السويسري بأربع بطولات للأساتذة.
تمكن Federer من الفوز في عدد مواجهات منافسه خلال 2007 إذ هزمه ثلاث مرات من أصل خمس مباريات لعباها، وظل Nadalمسيطراً على الأراضي الترابية مستغلا قدراته العضلية ولياقته وصغر سنه في إطالة عمر المباراة والصبر على النقاط وFederer على الأراضي الصلبة بإرسالته الساحقة وتحرك قدميه السريع.
كان 2008 علامة فاصلة في عمر اللاعبَين، وقد يكون في تاريخ التنس نفسه، ففي ذلك العام تحول اللاعبان من مجرد خصمين إلى مقياس لمستوى الآخر، مثلما قال الكاتب الصحفي المتخصص في التنس بيتر بودو "أصبح Nadal يقيس مستواه بمواجهة Federer، واضعا ذلك السؤال نصب عينه متى سأهزمه خارج الأراضي الترابية".
وكذلك الحال كان مع Federer الذي وإن فاز ببطولات ويمبلدون وأستراليا وأمريكا المفتوحة كان متشوقا للفوز برولان جاروس "ليقيس قدرته على الرد على Nadal على أرضه الصلبة وفي بطولته المفضلة".
حينها بدأت تعليقات اللاعبين عن بعضما تخرج بطعم التقدير المغلف بالإعجاب بوجود خصم يشعرك بقوتك إذا هزمته ويقلل من حزنك إذا تغلب عليك.
أصبح اللاعبان وفقا للنجم أندريه أجاسي "الصورة المثالية لثنائي متصارع، إنهما اللاعبان الأول و الثانى عالميا، إلى جانب شخصيتيهما المختلفتين والجديرتين بالإعجاب، وسيسيطران معا على البطولات الكبرى للسنوات المقبلة".
في ذلك العام المحوري خسر Federer صدارة التصنيف ل Nadal في أغسطس وفاز الأخير للمرة الأولى بلقب ويمبلدون في مباراة وصفها الكثير من خبراء التنس كأفضل مباراة في تاريخ اللعبة.
كان تعليق Federer على قوة منافسه قوله "إن الأمر يصبح أكثر خصوصية ومتعة كلما لعبنا أمام بعضنا"، فيما ظل القول الأشهر لNadal عن السويسري هو ما قاله بعد نهائي ويمبلدون 2008 "إنه أفضل لاعب على الإطلاق في تاريخ التنس".
دراما Federer-Nadal ليست من النوع التقليدي الذي يخسر فيه طرف ويكسب الآخر، بغض النظر عن من فيهما يمثل الخير، ولكنها أشبه بديالوج يردده الثنائي كرقصة زوربا.
فالنبيل Federer الذي وصفته صحيفة "ذا إيج" في تعليقها على نهائي أستراليا المفتوحة والذي فاز به Nadal بأنه "أحد أكثر الرجال أناقة" دائما ما يأثر الجمهور برقيه وبابتسامته الهادئة.
ومع صعوده الهادئ وبقاءه على القمة طويلا – الرقم القياسي في الاحتفاظ بصدارة التصنيف 237 أسبوعا – أصبحت شعبية Federer الجارفة عاملاً في إكسابه التعاطف في مواجهة ذلك الغجري Nadal.
على الجانب الآخر كان Nadalأشبه بـ"الولد الشقي" الذي يلعب لمتعته ويريد الوصول لحده الأقصى، واستطاع كسر احتكار Federer لعرش التنس والتصنيف.
لكن دراما الثنائي تتميز بأن النبيل لم ينكسر وعاد من جديد، عودة لم تكن عادية، فأغلب من رأى دموع Federer في نهائي أستراليا المفتوحة بعدما خسره ل Nadal ظن أنها نهاية الإمبراطور، لكنها كانت بداية عصر جديد.
وليست الإصابة فقط التي أبعدت Nadal عن الوصول لنهائي رولان جاروس هي السبب في فوز Federer بتلك البطولة الوحيدة المتبقية عنده من البطولات الكبرى، ولكن مستوى Federer الذي جعله يقول بعد فوزه باللقب "أنا سعيد بالبطولة جدا، لكني أدرك جيدا أنه (Nadal) لم يكن هنا لآخذها منه".
إنها الثقة التي دفعته لمتابعة صديقه اللدود في أول مبارياته بأمريكا المفتوحة حينما قال "من الرائع استعادته من جديد"، والتي أعادت Federer لصدارة التنصيف من جديد مع فوزه برولان جاروس.
Federer يرى في Nadal "تأثيره على مسيرتي سيتضح بصورة أكبر عندما أنهيها، ولكن ما ساعدني به حتى الآن في إثراء مسيرتي وما فعلته في ارتفاع مستوى مسيرته هو عظيم في حد ذاته".
من الصعب تحديد الفائز في ثنائية Federer- Nadal، وقد يكون الأفضل لوصف حالتهما ما قالته السيدة فيروز عند سؤاله عن منافستها لأم كلثوم "القمة تتسع لأكثر من واحد"، ولكن الفائز الأكبر بالتأكيد هو الجمهور.
ف Federer نفسه يرى أن "التأثير الأفضل لمواجهاتنا (أنا وNadal) يعود على ارتفاع مستوى اللعبة وشعبيتها في العالم".
وهو ما قاله أجاسي في تعليقه عليهما "لقد رفعا شعبية التنس حقا، وأصبحت أجيال جديدة تشاهد البطولات انتظارا لمباراتهما معا على الأرجح في النهائي".
ووفقا للموقع الرسمي لاتحاد لاعبي التنس المحترفين فأن نهائي ويمبلدون بين Federer وNadal سجل أرقاما قياسية في نسبة المشاهدة وقدرت هيئة الإذاعة البريطانية مشاهدي المباراة عبر شاشاتها بنحو 8.6 مليون مشاهد !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق